تــــم اختراق المنتدى من قبل العقرب الماسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تــــم اختراق المنتدى من قبل العقرب الماسي

لا تتحدى شخصا ليس لديه ما يخسره
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يوميات طفلة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هيام
ضيف المنتدى
ضيف المنتدى
هيام


انثى
عدد المساهمات : 13
العمر : 34
البلد : algerie
مزاجي : يوميات طفلة Storm_28
تاريخ التسجيل : 06/08/2008

يوميات طفلة Empty
مُساهمةموضوع: يوميات طفلة   يوميات طفلة I_icon_minitimeالإثنين 11 أغسطس - 0:55

في ذلك اليوم تغيرت حياتي... يوم دخلت الحمام ذات صباح، بعد أن ودعت عامي الثاني عشر... و... وجدت... كانت على ملابسي آثار لـ؟؟...؟؟!!...
المهم... في ذلك اليوم حدث الانقلاب الأول في حياتي...
قبل ذلك اليوم كنت طفلة صغيرة أشتري الدُمى وألعب بها... كنت أركب الدراجة وألعب مع أولاد الجيران الكرة... كنا نركض... نقع... نضحك... نتشاجر... نتصالح... لكن... اليوم... بعد ذلك اليوم... أصبح كل ذلك غير ممكن... يقولون: أنت الآن صبية...
قالت لي والدتي وأنا أسرّ لها بذلك السر الذي عكّر صباحي واغتصب طفولتي: «أنت الآن صبية وأصبحت العيون مفتوحة عليك... ويجب من الآن فصاعداً أن تحافظي على نفسك... يجب تتصرفي على أساس أنك صبية... زينة الصبية أنوثتها... وجمالها بركازتها وكبر عقلها واجتهادها في مدرستها...».
وانضمت بذلك كلمات جديدة لمجموعة لكلمات التي كانت مجهولة بالنسبة لي... والتي كنت أبحث عن معانيها في عدة قواميس... بدون نتيجة...
فكرت كثيراً بمعنى كلمة (صبية) ورغبت بتفسيرها... كنت سعيدة واليوم حزينة، كنت حرة واليوم مقيدة...
وتلاحقت الأحداث المتصلة ببعضها... ما علاقة الأنوثة أو (الصبية) بتحريم الجلوس وساقيّ متباعدتين قليلاً، أو الضحك بصوت عال وهما عادتان عندي من أيام طفولتي المبكرة... ما علاقة كوني أنثى أن أتنازل عن حقي في الشجار مع أخي الأصغر، وقول (لا) لأخي الأكبر... ما علاقة أولاد الجيران بأنوثتي ولماذا يشكلون خطراً عليها... لماذا تغيرت معاملة والدي معي، وأصبح يعاملني بحيادية ولم أعد طفلته المدللة... لماذا والدتي مضطربة بشأني وتعتبر أن كل شيء يعرض أنوثتي للخطر...
خطر ببالي أشياء كثيرة ومفارقات غريبة... لماذا يركب أخي الدراجة وقت يشاء، وأنا لا... لماذا يجلس أخي وساقاه متباعدتان، وأنا لا... ومع أني أكره الصوت العالي لأي شخص، لكني فكرت: لماذا مسموح لأخي أن يضحك ويرفع صوته بقدر ما تسمح حنجرته الذكورية، وأنا عليّ إخفاض صوتي بقدر ما يليق بحنجرتي الأنثوية، وعدم السماح لصوت الضحكة بالظهور والاكتفاء بالابتسامة الصفراء عند الحاجة... ثم... ما هو ذلك الشيء الثمين الذي ينبغي الحفاظ عليه... ولأي أخطار هو معرض... وكيف سأحافظ عليه؟؟!!!...
ودائماً تتكرر نفس الإجابة على كل سؤال أو احتجاج:
إما: لا تقارني نفسك بأخيك فهو شاب وأنت بنت...
أو: اسكتي وعندما تكبري تعرفين...
ومرت الأيام... وكبرت.. وعرفت... وبالطبع لم أعرف كل شيء... عرفت القليل.. والقليل جداً عن الأنوثة... وفاجأني تلازمها وتشابهها مع الصبية... وفاجأني أكثر أنهما تعنيان:
أن تجلس الصبية كما يليق بتربية عائلتها وسمعتها الرفيعة...
أن تمشي مطرقةً رأسها للأرض كما يليق بتقاليد المنطقة التي تعود أصولها لها، وكيلا تقع عينها مباشرة بعين شاب، فيتدخل الشيطان ويتلوث الشرف وتذبح على مذبحه كالنعجة...
أن تتخذ صديقة تعجب والدتها... وتتزوج شاب يختاره أبوها... وترتدي ثياب يحبها جيرانها... وتدرس فرعاً في الجامعة يفضله أخوتها... وتقوم بعمل يناسب عادات طائفتها... وتخفض صوتها حتى لا يسمعه الجيران، على أمل ألا تسمعه هي مع الأيام... وتلغي الضحك من حياتها لأنه من قلة الأدب، والاكتفاء بالابتسامة التي بلا معنى عند الضرورة القصوى وبوجود محرم...
أن تبقى طوال حياتها ومهما وصل مستواها العلمي أو الفكري أو الوظيفي تحت وصاية أبيها وعمها وأخيها الأكبر فالأوسط فالأصغر فزوجها فأولاد عمومتها وأولاد أخوالها... وفي حال أتتها فرصة عمل في الخارج (لا سمح الله) الحصول على موافقتهم جميعاً وإلا مُنعت من السفر... وبالطبع لن يوافقوا حفاظاً على سمعة العائلة وشرفها...
أن يكون دورها في الأسرة فقط إنجاب الأولاد وتنظيف المنزل والتبرج بانتظار زوجها أن يغتصبها وقت يشاء... وحرمانها من حقها في نسب أولادها أو أن تمنحهم جنسيتها...
في حال الطلاق (يتمقطع) أبو الأولاد بوصايته على أولاده، ويتفنن بالأساليب التي تذلها ضامناً حماية القانون له... وفي حال توفي زوجها تعود لوصاية أهلها، وتكون وصاية أولادها لجدهم والد أبيهم، ومن بعده لأعمامهم حسب تسلسلهم العمري، ولهم (أيضاً بحماية القانون) الحق بالأولاد أكثر من أمهم... الغريبة!!...
الصمت... ثم الصمت... ثم الصمت المطبق... والقبول بكل شيء... أهم صفة من صفات الأنوثة... وأهم ميزة للصبية المخلصة...
عرفت... وعرفت الكثير... ولم أعرف إلا القليل...
ليتني لم أعرف شيئاً...
ليتني بقيت تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تلعب بالكرة وتركب الدراجة!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://katia.mam9.com/profile.forum
katia
◕‿◕ Sm!Le √
◕‿◕ Sm!Le  √
katia


انثى
عدد المساهمات : 1065
العمر : 29
البلد : الجزائر / سطيف
مزاجي : يوميات طفلة Pi-ca-18
الهواية : يوميات طفلة Readin10
المهنة : يوميات طفلة Studen10
وسام : يوميات طفلة Ouoooo10
تاريخ التسجيل : 02/05/2008

يوميات طفلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات طفلة   يوميات طفلة I_icon_minitimeالسبت 16 أغسطس - 18:20

والله كلام مؤثر جدا انا شخصيا بكاني خاصة هذه العبارة
ليتني لم أعرف شيئاً...
ليتني بقيت تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تلعب بالكرة وتركب الدراجة!!!
كل هذا الكلام حقيقة للاسف و كل هذا معاناة تتعرض له الصبية من مرحلة بلوغها الى ان تموت ليت الجميع يفهم هذه المعاناة
تسلمي اختي كل الهيام على هدا الموضوع الراااائع
ننتظر جديدك بشوق كبير
coeur
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://katia.mam9.com
 
يوميات طفلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تــــم اختراق المنتدى من قبل العقرب الماسي :: منتديات عالم حواء :: قضايا المرأة - منوعات--
انتقل الى: