موقع الـولايـة
تقع ولاية الأغواط على مفترق الطرق بين الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب يحدها من الشمال تيارت و من الغرب البيض و من الشرق الجلفة و من الجنوب غرداية.
تتربع على مساحة 25.052 كلم مربع و تضم 10 دوائر و 24 بلدية تعداد سكانها إلى غاية 31/12/2005 بلغ 397764 و بكثافة سكانية قدرها 15.23 نسبة/ كلم².
إن التوقعات السكانية المنتظرة إلى آفاق 2015 تعطي لنا حوالي 460000 نسبة وتبعد عن العاصمة بـ 400 كلم، ترتفع على سطح البحر بـ 750 م و هي مدينة رائعة الموقع و تكوين ممتاز بمنطقة جبلية هي جبل العمور و منحدرات الأطلس الصحراوي مع مرتفعات غابية و مساحات سهبية و رعوية ذات مناخ قاري حار و جاف صيفا و باردا شتاءا.
نبـذة تـاريـخيــة
تعود نشأة الأغواط إلى عصور قديمة جدا كما تبينه بعض الرسومات الحجرية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث الممتدة بين 09 إلى 06 آلاف سنة قبل الميلاد و هي موزعة بين البلديات و أثار سيدي مخلوف، الحصابية، الميلق، الركوسة، الحويطة.
فالمعطيات المناخية و النباتية و التضاريسية للأغواط مثلما ساهمت في تواجد الإنسان ما قبل التاريخ فقد جلبت إليها النزوحات القبلية القديمة و هذا ما تبينه البناءات الأثرية من العهد الروماني و البزنطي، اتخذت كتحصينات و أبراج المراقبة للاقتفاء أثر بعض الحركات المناوئة لها من نوميديا أو بيونوليا ( التسمية الجغرافية للجنوب في التاريخ القديم ) في كل من تاجموت و الحويطة و تسمية المدينة ورد في قولين:
• القول الأول: نسبة إلى قبيلة الأغواط من قبيلة مغراوة من زناتة.
• القول الثاني: و هو أصل الكلمة تعني غوط أي أرض كثيرة البساتين و الينابيع و تقع بحدود وادي مزي و وادي مساعد و وادي الخير الذي كان يقطع المدينة قديما.و قد أطلق عليها هذا الاسم بنو هلال الذين دخلوا المدينة في بداية القرن الخامس الهجري
أصل السكان
أما السكان الأصليون لهذه المنطقة كما جاء في مقدمة ابن خلدون هم خليطة من البربر و العرب، فالفتوحات الإسلامية للمغرب العربي أكدت القطيعة الأبدية للعالم اللاتيني لهذه المنطقة حيث امتدت حملاتها المبكرة إلى مدينة الأغواط التي ضلت منذ ذلك التاريخ موقعا خصبا للمد العربي الإسلامي الذي تتجلى بصماته في أواخر الخلافة الأموية ثم الدولة الرسمية وتأثيرات خلافة المرابطون و خلافة الموحدين ثم نفوذ الدولة البيزنطية و قد امتاز سكان هذه المنطقة باستقلاليتهم ونشاطهم الفلاحي والرعوي و التجاري و بمستواهم الثقافي العالي.
مدينة الأغواط منطقة عبور
و تعتبر مدينة الأغواط همزة وصل بين جميع المراكز العصرية من إفريقيا إلى التلول
و السواحل و في ربط الجسور المغاربية و الصحراوية من خلال معابرها الهامة أو التجارية نحو السودان إلى حد أن الفرنسيين يقولون بأنهم عندما احتلوها قد احتلوا عاصمة ثانية للجزائر خاصة و إنها كانت محصنة بسور لاندري متى بني، غير أن ضحايا المغربي أشار إلى وجود سنة 1663 ميلادي.
التاريخ البطولي لأبناء المنطقة و مواجهتهم للإستعمار
قد عرف أبناء هذه المنطقة بشجاعتهم و رفضهم لأي شكل من أشكال الاستعمار.
لقد تعرضت مدينة الأغواط لحملة كبيرة قام بها باي الغرب محمد الكبير في جانفي 1785 م ثم جاءت الحملات الفرنسية فدخل سكان المنطقة تحت لواء الأمير عبد القادر و كان خليفته في المنطقة الحاج عيسى العربي و قدور بن عبد الباقي.
و بعد ذلك دخلوا في لواء الجهاد مع رائد المقاومة الشعبية في المنطقة بن ناصر بن شهرة و الثائر الشريف بن عبد الله من ورقلة و رفضوا الخضوع للاحتلال الفرنسي، مما جعل الاستعمار الفرنسي يزحف على المدينة بثلاثة جيوش جرارة مجهزة بأسلحة حربية مختلفة تحت قيادة ثلاثة جنرالات هم:
- الجنرال سبيليس و الجنرال يوسف يوسف اليهودي و الجنرال بوسكرين و بعد مقاومة طويلة و عنيفة تحت قيادة العديد من ثوار المنطقة كيحى بن معمر و بن ناصر بن شهرة و تلي بلكحل و غيرهم قتل فيهم الجنرال بوسكرين و الكومندوا مران و عدة ضباط
سقوط مدينة الأغواط
سقطت مدينة الأغواط تحت أيدي الاستعمار يوم 04 ديسمبر 1852 استشهد حوالي 3000 من سكان المنطقة و كان تعدادهم حينذاك 6000 و العشرات من المفقودين و قد خرب الاستعمار يومها كل شيء و حرق الناس أحياءا بعدما و ضعوهم في أكياس و هذا بشهادة عساكر و هذا بشهادة عساكر الاحتلال.
شددوا المراقبة على المدينة وعملوا على عزلها و جعلوها منطقة عسكرية و مقر لقيادة قواتهم في الصحراء، لكن هذا لم يمنع أهلها من بعض الانتفاضات من وقت إلى لأخر خاصة سنة 1878م نتيجة بعض الإجراءات الاستعمارية الاستفزازية و التي منها قرار القاضي بمنح صفة حق الاستقرار في هذه الناحية للعنصر اليهودي، رغم ذلك نصر السكان حركة الأمير خالد كقلة الجزائريين المنتخبين ثم حزب نجم شمال إفريقيا حيث كان من مؤسسي هذا الحزب أحد أبناء المنطقة و هو المرحوم عبد القادر الفار و حزب الشعب و حركة إنتصار الحركات الديموقراطية و كانت أرض خصبة لأفكار و التنظيمات الوطنية بمختلف تشكيلاتها.
الجانب الثقافي لمدينة الأغواط
• فمنذ بداية هذا القرن و مع قدوم بعض المصلحين إليها كصحفي والأديب عمر بن قدور صاحب مجلة الفاروق و محمد العاصمي و دحمان بن الساسي و قيام بعض من مصلحي هذه المدينة بإنشاء جمعية خيرية سنة 1920 سهر على افتتاح مدرسة للتعليم حيث فتحت سنة 1922 تحت تسيير سعيد الزهراوي ثم الشيخ العلامة و الفقيه و المؤرخ و الأديب مبارك الميلي حيث كان من حظ هذه المدينة أن نفي إليها و من آثاره في الأغواط تأليفه لكتاب الجزائر في القديم والحديث و كذلك مؤلفات أخرى و تكوينه لجيل واصل مسيرته الإصلاحية كالشيخ أبو بكر الحاج عيسى و الشيخ أحمد قصيبة و الشيخ الحسين بن زاهية و الشيخ عطاء الله كزواي و الشهيد الشيخ أحمد شطة، هذا الجيل بدوره كان أعضاؤه منشطين لجمعية علماء المسلمين بالمنطقة وواصلوا مشوار التعليم فيه حيث تخرج على أيديهم مئات الشباب المتشبعين بالروح الوطنية و الثقافية العربية الإسلامية، فكانوا من الأوائل الذين أنشأوا فريق الكشافة الإسلامية على المستوى الوطني ( فوج الرجاء ) بالإضافة إلى عدد من النوادي الثقافية و الفرق الموسيقية و الرياضية العاملة في إطار الحركات الوطنية.
وقـائـع تـاريـخيــة
- 1518 مع دخول الأتراك إلى الجزائر أصبحت المدينة تابعة لباي تيطري ( المدية ).
- 1662 استقرار الوالي الصالح سيدي الحاج عيسى بالأغواط قادما من تلمسان.
- 1737 وفاة سيدي الحاج عيسى و مولد الصالح سيدي أحمد التجاني في عين ماضي.
- 1784 دخول الباي محمد الكردي على الأغواط.
- 1815 وفاة سيدي أحمد التجاني مؤسس الطريقة التجانية التي نشرت الإسلام في إفريقيا و في كثير من مدن العالم حيث يوجد أكثر من 100 مليون من أتباعها.
- 1829 استقرار الوالي الصالح و المقدم الطريقة الشاذلية سيدي موسى بن حسن الشاذلي بالأغواط.
- 1835 في بداية السنة يزحف جيش من قبائل الأغواط و نواحيها و أعراش أولاد نايل إلى العاصمة لتحريرها و وصلوا إلى مشارف البليدة و رجعوا بعد أن عقدت فرنسا الهدنة مع الأمير عبد القادر و أصبحت البليدة تحت يده.
- 1849 استشهاد سيدي موسى بن حسن و رفاقه من الأغواط في ثورة الزعاطشة ببسكرة .
- 1852 في 21 نوفمبر بدأت معركة الأغواط مع فرنسا و سقطت مدينة الأغواط في 04 ديسمبر 1852 .
- 1875 خروج الشيخ بن ناصر بن شهرة إلى الشام مرورا بتونس حيث التحق بالأمير عبد القادر و بقي هناك إلى أن وافته المنية و دفن في سوريا بعد أن قضى 25 سنة في محاربة الاستعمار الفرنسي حيث شارك في جل الثورات الشعبية منها:
* ثورة الشيخ بوعمامة بالبيض.
* ثورة الشريف بن عبد الله في ورقلة و متليلي.
* ثورة بوشوشة و ثورة محي الدين ابن الأمير عبد القادر.
* ثورة المقراني في بلاد القبائل.
و لم يضع السلاح إلا بعد أن انتهت كل الثورات الشعبية و عمره يزيد عن السبعين عاما.