بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن رجلاً أتى إلى أحد المدن
و قد التف الناس من حوله وصار في المدينة هرج ومرج كثير
وكل يوم والناس حول هذا الشخص بازدياد ...
تقدم رجل من أهل الفصاحة والعقل والفطنة
وسأل عن سبب هذا الزحام الشديد حول هذا الرجل الغريب
فأخبروه ان هذا الرجل يحمل توكيلا من الله
وهو يقوم الآن ببيع قطع من اراضي الجنة
ويمنح بذلك سندات ومن مات ومعه هذا السند
دخل الجنة وسكن الارض التي اشتراها هناك .
احتار الرجل في كيفية اقناع هذا الكم الهائل من الناس
بعدم صدق هذا الرجل وان من اشترى منه قد وقع في تضليله وتدليسه
إلا أنه وجد من يزجره ويمنعه من المحاولة في هذا الاتجاه
لإن بساطة الناس وقلة وعيهم دفعتهم الى التصديق المطلق بهذا الدجال.
وفي النهاية اهتدى الرجل الفصيح الى حل عبقري
حيث تقدم الى الرجل الذي يبيع قطعا في الجنة فقال له كم سعر القطعة في الجنة ؟
فاخبره ان القطعة بـ 100 دينار
فقال له وإذا أردت أن أشتري منك قطعة في ( جهنم ) بكم ؟ أتبيعها لي ؟؟
فاستغرب الرجل ثم قال خذها بدون مقابل
فقال الرجل الفصيح كلا لاأريدها إلا بثمن أدفعه لك وتعطيني سندا بذلك
فقال له سأعطيك ربع جهنم بـ 100 دينار سعر قطعة واحدة في الجنة.
فقال له الرجل الفصيح : فأن اردت شرائها كلها فقال الدجال عليك ان تعطيني 400 دينار
وفي الحال قام الرجل الحصيف بدفع الـ 400 دينار إلى الدجال
وطلب منه تحرير سنداً بذلك وأشهد عدد كبيراً من الناس على السند
وبعد اكتمال السند قام الرجل الحصيف بالصراخ بأعلى صوته:
أيها الناس لقد اشتريت جهنم كلها ولن اسمح لاي شخص منكم بالدخول إليها
لإنها صارت ملكي بموجب هذا السند أما انتم فلم يتبقى لكم إلا الجنة
وليس لكم من مسكن غيرها سواء اشتريتم قطعا أم لم تشتروا
عند ذاك تفرق الناس من حول هذا الدجال لأنهم ضمنوا عدم الدخول الى النار
بسند الرجل الفصيح ، وأدرك الدجال بأنه أغبى من هؤلاء الذين صدقوا به.