نعم عزيزي القارئ المسافة التي تفصلنا عن مستعمرة بني صهيون
انطلاقاً من اي مدينة عربية إلى مدينة ايلات جنوب إسرائيل !
ليست بالمسافة البعيدة المدى وخصوصا نحن بعصر من السرعة الفائقة 0
لن أسهب كثيراً بالتحدث عن الحدود الجغرافية أو تاريخ اليهود الملطخ بالدماء .
أو عن سرد تفاصيل محرقة - الهولوكوست - التي يستعطف
بها هؤلاء الصهاينة تعاطف الأسرة الدولية والعالم للوصل إلى أهدافهم .
ولن أتطرق إلى خيانات بعض رؤساء العرب بدءاً من معاهدة كامب ديفيد
التي وقعها أنور السادات إلى اللقاءات السرية التي كانت تدور في أقبية
القصور المغربية باستضافة الملك المغربي الحسن الثاني .
فالعلاقة العربية الإسرائيلية تبلورت وأخذت منحنى آخر وأخطر !
لم تعد مشكلة علاقات إقليمية أو جغرافية وخوف من اختراق عسكري
بين الدول المجاورة لها , بقدر ما كان الخوف الذي يغفله العامة من الناس
وهو .. التطبيـع وثم الـ تطبيع التي تسعى إسرائيل جاهدة في تحقيق هدفها
في تطبيع العلاقات مع الدول العربية . فتلك هي إستراتيجية الاختراق
الصُهيُوني للأمة العربية والإسلامية !
لن أطيل الحديث كثيراً في هذا الموضوع لكثرة تشعبه , ولكن سوف
أناقشكم في قضية واحده إلا وهي الـ تطبيع الثقافي الذي يدرك قادة
اليهود وزعماءهم الفائدة الكبرى من وراء انتشار الثقافة و الأيديولوجيا
اليهودية في البلاد العربية .
وحتى تكون عزيزي القارئ بالصورة أكثر سوف أورد لك معنى كلمة
( التطبيع ) أصطلاحاً ولغةً .
فالـ تطبيع / كلمة من الكلمات المستحدثة سواء على اللغة العربية الفصحى
أو على الصراع مع اليهود في فلسطين المحتلة . فقد جاء في لسان العرب
أنّ الـ طبع بمعنى السجية , والطبيعة هي السجية التي جبل عليها الإنسان .
وهذا المعنى اللغوي لهذه الكلمة لا ينطبق على العلاقة بين المؤمنين وبين
الـ يهود والتي نجدها في قوله تعالى :
( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا )
وعليه فالعلاقة ( الطبيعية ) بيننا وبين اليهود هي العداوة .
لذالك ينظر اليهود إلى التطبيع الثقافي على أنه الدعامة الرئيسية لبناء
السلام في المنطقة , فهوا أكثر إقناعاً وأكثر استقراراً من أي ترتيبات أمنية
عابرة أخرى .
وببساطة ما هي إلا محاولة لنزع العداء من العقل العربي لليهود !
بناء على ما ذكر أعلاه , أحاول قدر الإمكان الربط بين هذا التطبيع
الذي يطمح إليه اليهود والمقارنة بين المناهج الإسرائيلية وما تحتويه
من عنصرية وتحقير للمسلمين وسبهم بالجبن والنجاسة , وما يتعرض
لها الطفل الإسرائيلي من عمليات غسيل للمخ وتكرس في أذهانهم
مجموعة رهيبة من التعاليم اليهودية المغلوطة اتجاه العالم العربي !
يغرسون فيهم جينات الحقد وأن العرب قاموا بأعمال وحشية ضدهم
وتعرضهم للاغتصاب .. الخ
بينما مناهجنا الدراسية مازالت تعاني من السذاجة لا يعلم أطفالنا
عن اليهود غير أنهم قبائل كانوا يعيشون بالجزيرة العربية ومنهم
يهود بنو النضير وقينقاع , وبعض رؤوس الأقلام في المراحل
الدراسية المتقدمة !
لماذا لا تتضافر الجهود وتكون هناك جهود تتلخص في إضافة مواد
ومناهج دراسية جديدة تدرس في جميع المراحل الدراسية تبدأ من
المراحل الأولى وتتعمق أكثر بالمراحل الجامعية والأكاديمية !
فالخطر اليهودي يتربص بنا من كل جانب , والأجيال المتلاحقة
والقادمة بدأت لا تدرك هذا الخطر المحدق بهم وأخشى أن يأتي
ذالك اليوم الذي نرى فيه باب التبادل التجاري والثقافي والسياحي
مفتوحاً على مصراعيه بين العرب واليهود في وضح النهار !
إذا فشلنا في المقامة العسكرية وهذا حال أمتنا العربية والإسلامية
مستضعفه .. فلماذا لا نقاومهم بأقلامنا ومناهجنا وأفكارنا .. ؟!
هذا ما أود مناقشتك به أيها القارئ العزيز , والبحث عن أسباب
هذا التهاون والشلل الرباعي الذي اكتسح الـ جسد العربي ..
قد يقول البعض ان تغيير المناهج الدراسية بالصورة التي ذكرت
فيها نوع من الصعوبة او قد تكون محالة لاسباب ؟؟؟؟؟؟؟؟
اذا تعالو لنفهم ابنائنا 0 لنتحاور سوية !!!!!!!
منقول...